جاءا من كوكبين مختلفين ... كيف تم اللقاء بينهما، ربما على كوكب الأرض ، في لحظة اللقاء نسي كلا الطرفين هذه الحقيقة الهامة.
ثم أصبح كل طرف يتوقع من الطرف الآخر أن يكون كما يريد ! و يشعر بما يشعر
ونتصور دائمًا عن جهل أن تصرفات شريكنا واستجاباته إذا كان يحبنا حقًّا سوف تكون مشابهةً لتصرفاتنا، ونسينا أننا مختلفون مما شحن علاقاتنا بالاحتكاك والنزاع الدائم.
المرأة لا تتوقف عن تقديم نصائح وتوجيهات لم تُطلَب منها مما يتسبب في جرح شعور الرجل ، وينتقل له إحساس بعدم الثقة ، فما يحتاجه الرجل من المرأة هو التقبل والحب وليس النصائح والإرشادات.
وفي المقابل على الرجل أن يفهم أن المرأة عندما تتكلم عن مشاكلها لا تريد حلولاً، وإنما تريد أن تشعر بقربه منها. فكثيرًا ما تحتاج المرأة إلى أن يشاركها زوجها في مشاعرها وأحداث يومها؛ لكنه يقاطعها بسيل من الحلول المفيدة لمشاكلها، متصورًا أنه يساعدها.
من الفروق الكبيرة بين الرجل والمرأة أيضاً كيفية التعامل مع الضغوط ، حيث يختلف ما يحتاجه الرجل ليشعر بالتحسن عما تحتاجه المرأة في مثل تلك الأوقات. في حين يشعر الرجل بالتحسن عندما ينجح في حل مشاكله، تشعر المرأة بالتحسن عندما تتحدث عن مشاعرها..
تلجأ المرأة للتشبيهات والتعميمات المبالغ فيها؛ لتعبر عن مشاعرها. أما الرجل؛ فقد اعتاد أن يستخدم الحوار لنقل الحقائق والمعلومات.
فعندما تتدهور العلاقات ويظهر سوء التفاهم، على كلٍِ من الرجل و المرأة لنتذكر أنهما يتحدثان بلغتين مختلفتين، و على كل طرف أن يترجم ما يقوله شريكه إلى لغته الأصلية ؛ ليفهم ما يعنيه حقيقةً، وهذا يحتاج لكثير من التدريب لكنه يستحق هذا العناء.
الدورة العاطفية الطبيعية لكل من الرجل والمرأة، كيف يتم التعامل معها بذكاء حتى يحصل كل طرف على الدعم الذي يحتاجه من شريكه ، فالرجل إذا أحب امرأةً؛ فإنه يحتاج للابتعاد عنها من حين لآخر قبل أن يعاود الاقتراب منها ثانيةً. هذا الدافع للابتعاد هو شعور غريزي عند الرجل وليس قرارا أو اختيارا. لكنه يحدث تلقائيًّا؛ إنها دورة طبيعية، وليست بسبب خطأ منها أو منه؛ فالرجل يتأرجح دائما بين حاجته للاستقلال وحاجته للعلاقة الحميمة.
أما المرأة فهي تشبه الموجة.. فهي إذا شعرت أنها محبوبة، تحرك تقديرها لذاتها ارتفاعا وانخفاضا كالموجة. وعندما تكون معنوياتها مرتفعةً، تكون أكثر قدرةً على رؤية كل جميل ورائع في حياتها. ولكن عندما تنكسر موجتها لا تتذكر إلا ما تفتقده في حياتها وتكون في حاجة للكلام عن مشاكلها، وفي حاجة لأن ينصت لها الرجل ويفهمها.
من أصعب التحديات التي تواجه العلاقة بين الرجل و المرأة كيفية التعامل مع الفروق ووجهات النظر المختلفة. معظم الأزواج يبدءون النقاش حول موضوع معين، وفي أقل من خمس دقائق يتحولان للجدال حول طريقتهما في النقاش، ويتحول النقاش إلى معركة ساخنة. فالاختلاف في وجهات النظر لا يسبب الألم، وإنما الذي يسبب الألم الطريقة التي نعبر بها.