( جلس أحد الولاة ليلة يتسامر مع بعض أصحابه فسألهم :
من أسعد الناس ؟
فقال أحدهم : أنت أيها الوالي !!!
فأجابه الوالي : وأين ما أكابده من قيادة الجيش وتنفيذ أمر الخليفة ؟!
فقال آخر : إذن أسعد الناس هو الخليفة ...
فقال الوالي : وأين ما يقاسيه الخليفة من الثوار الذين يخرجون عن طاعته ؟!
فسأله آخر : فمن إذن أسعد الناس أيها الوالي ؟؟
فقال : أسعد الناس زوجان في كوخ ... رزقهما قليل ...
لكنه لا يتقطع ... يحب أحدهما الآخر ... هي قد رضيت به ...
ورضي هو بها ... لا يعرف الوالي ولا يعرفه الوالي ..)
نعم ... هي تلك والله السعادة ..
يا من تبحث عن المال ... وتترك الزوجة والعيال ...
سعادتك بيتهم ... وليست في جمع المال ...
المال يفنى ويزول ... والحب يبقى ويدوم ...
يا من تنظرين الى مجوهرات جارتك ....
وقصر قريبتك ....
وسيارة أختك ....
أنت السعيدة .... أنت السعيدة ...
إذا رضيت بالقليل ... وأطعت زوجك ...وكنت عونا له لا عليه...
المال يفنى ويزول ...والحب يبقى ويدوم...
بالتفاهم ...والود .... والاحترام .... تحصل السعادة ...
لو دخلتم تلك القصور ... لوجدتم الكثير ...الكثير ...
من المال والخدّام .... من الذهب والحرير ...
من التحف والمناظر الخلابة ... الكثير ... الكثير ...
لكن .... لو دخلتم قلوب أهلها ... لوجدتم الكثير ... الكثير ...
من الشك والقلق.... من الحقد والانانية ...
من سوء الظن بالاخر... من التعالي والكبر ...
ترى الزوجة تتعالى على زوجها ... وكأنه مجرد شيء تملكه ...
والزوج يهرب من زوجته ... لا يرى السعادة معها ...
يأخذ من جمع المال .... حجة وبرهان ...
لكن ....
في الكوخ الصغير ....
ترى المودة والاخلاص ... وترى الحب والاحترام ...
ترى الحكايات والضحكات ... ترى الراحة والطأنينة...
ترى السعادة ...
السعادة .... على حقيقتها ...
لا تشوبها شائبة ...
والاصدق من تلك الكلمات ...
قوله تعالى ....
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
ومن ثم قول رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ....
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ...
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.
رواه مسلم والنسائي