أكشف شيئا من صفحاتي المطوية أنثر بعضاً من طباعي وأحاسيسي الخفية . لعل بها العظة لكل معتبر ألا يقع فيما وقعت ومازلت ، ألا يكبو كبواتي ويسقط في عثراتي .
صدق السريرة ، صفاء القلب ، الحب بلاشائبة ، الإخاء بإخلاص ، انجراف المشاعر ، والثقة العمياء، اطيبة المفرطة، من أسباب مشاكلي
أفاجأ بنكبة من أعز وأغلى من عرفت ، درس أعطيكموه استفدته من تجربتي المؤلمة لكني نسيت أنه مسطور من فيّ خير البرية صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) .
الاعتدال هذا ما أسعى إليه فكلماتي بوح مشاعري يجب إلجامها بلجام الصمت أو بالكلام الواضح المباشر الخالي من نسج البلاغة ووحي البيان حيث يسيء فهمك الأخرون وتغدو مجرما بغير جرم ، متهما بغير ذنب ، سوء الظن ، وتأويل الكلام على أسوأ محمل لم يخطر على بال .
تعلمت ألا أكشف أوراقي وأسراري لكائن من كان ، ولكن متأخرا ، حيث تصبح أسرارك سكينا مشهرة لدى من وثقت به ، هنا تأتي الكارثة ، تأتي الطعنة من حيث أمنت.
أخي ورفيق دربي صديق عمري لماذا عملت بي ما عملت لماذا لماذا لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعبدَ اللهِ مالكَ مادهاكاْ؟ ........ ومن بالعين من حسدٍ رماكا؟
لقد كنت الحبيب إلى فؤادي ....وكنت الخلَّ في عيني أراكا؟
وكان من اسمك فيك نصيبٌ.........فبالأخلاقِ ربي قد حباكا؟
أتذكر يوم كنا في إخاءٍ..............ويشدونا إلى المجدِ حُداكا؟
وكان لنا من الإخلاص صرحٌ.......بذات الله فاق به السِّماكا
فكم للعلم كان لنا مسيرٌ..............أتذكر ياصديقي هل تراكا؟
ولكن آهِ مابك مادهاكا؟.............ومن كدراً من الخُلقِ سقاكا؟
ومن حقداً أمالك عن سبيلك؟.......ومن في لجَّةِ الجهلِ نساكا؟
فصرتُ كمن رُزِئت بفقد حِبٍ......فما أدري أأغدو من نعاكا؟
وكان لسانك بالخير يهمي ..........وصار السمُّ يملأمنه فاكا؟
غدوت كنبتةِ الصبَّار شوكاً.........تجرِّحني فلا أقوى حِراكا
وتلدغني بسوء القول جهراً .........وتحبوني من اللُّؤم شِراكاْ
فبين الحِين تغدقني إخاءً...............وآخر تكتويني من قِلاكاْ
أتجرحني وتعجبُ إن غضبتُ.......أتؤلمني وترجوني ملاكاْ
رويدك ياصديقي ماجنيتُ...............بأي جريرةٍ ألقى أذاكا
فهل إرثاً غصبته من يمينك........وهل غيظاً بلغت به زُباكا
لقد كان الأذى من كلِّ شخصٍ ........أجاوزه بصبرٍ ماعداكا
فطعنُ الحِبِّ كالجمراتِ تُذكى...........وماللقلبِ من ألمٍ فِكاكا
ولكنْ أسأل الرحمن صبراً...........ومن سوءٍ أعلَّك أن شفاكا
وأبقي للأخوة ألف بابٍ ...............مُفتَّحةٍ لترجعَ لي عساكا