يا من يزعم حب نبيه ماذا عساك قدمت في سبيل حبك ..
اسمع من كان قبلك ماذا قدّم ثم إنّ لي معك لوقفة ..
لما أسلم طلحة ابن البراء .. لقي النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يدنو منه ويقول يا رسول الله مرني بما أحببت فو الله لا أعصي لك أمرا ..فعجب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وهو غلام صغير .. ثم قال له إذهب فقتل أباك ؟؟
فانطلق وما تردد ليقتل أباه ..
فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أقبل إنّي لم أبعث بقطيعة رحم ..
هذا يا إخواني دُعِيَ لقتل أبيه فأجاب ليحقق صدق محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
دُعِيَ لأمر عظيم .. وما تلكأ في تنفيذه وهو صغير في السن وحديث عهد بإسلام..
فما بالنا نحن ولدنا مسلمين وتربينا على أيدي والديّن مسلميّن لا نسارع لتنفيذ أوامره التي تربينا عليها ..
يأمرنا فنأبى التنفيذ والإنصياع لتلك الأوامر ونحن والله لم نؤمر مثل طلحة بقتل أحد والدينا ..
نحن نؤمر بأشياء من السهل علينا تنفيذها .. كمثال بسيط ..
أمرنا بعدم سماع الأغاني ونحن مازلنا مصرين على سماعها .. ونسينا أو تناسينا أننا مأمورون بترك سماعها فهي مزمار من مزامير الشيطان .. بالله عليك أيهما أسهل قتل أباك أم ترك الغناء .. بالطبع دون أيّ جدال أو نقاش ترك الغناء أسهل من القتل فما بالنا متقاعسون عن تركها أم نحن فقط ندعي الحب دون تنفيذ أوامر المحبوب ..
ومثال آخر الحجاب بالنسبة للمرأة ..أمرت المرأة بالحجاب الساتر .. ونراها سافرة متبرجة ..لم تُرعي للأمر أدنى إهتمام .. ولو تأملت فإن في الأمر خير كبير لها ..
ونتف الحواجب ( النمص ) والباس العاري للمرأة والإختلاط وووو أمور عدة لو عددناها ما انتهينا منها ..
كيف لم يتردد طلحة في تنفيذ الأمر وترددنا نحن في تنفيذ الأمور ..
كيف لم يتردد طلحة وهو ما أُمِرَ به كان عظيم وجلل .. وترددنا نحن وما أُمِرنا به كله قطرة من بحر ما أمر به طلحة ..
بالله عليكم ما السبب في تقاعسنا وتهاوننا عن تنفيذ الأمور على الرغم من بساطة تنفيذها ..
سأقول سبب طلحة في عدم تردده هو صدق محبته للرسول صلى الله عليه وسلم .. أما نحن ومع الأسف الشديد فقط ندعي ونزعم محبته ..
فيامن تحب نبيك تذكر ..
إن المحب لمن يحب مطيع
ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم