وجع الكلمات

تناثرت أوراقي هنا وهناك ، كأنها أشباح تحوم حولي تلعب بأعصابي ووجهي تلفحه الرياح وكأنها تصفعني
فاستيقظت من هذا الحلم الرهيب ولم تستطع عيني أن تغفو مرة أخرى ، أصبحت طيور الأمل تحلق في مخيلتي تاركة دنيا الواقع ، سابحة في بحر الخيال
لم أجد لسفينتي مرفأ أخذت تجوب البحار بين الأمواج الهائجة والرياح الغاضبة والسماء الماطرة والغيوم تحجب ضوء القمر ولمحت يدي فجأة وقد أصبحت بيضاء وثمة أمل يلوح لي في الأفق البعيد أنوار تتلألأ كأنها لؤلؤ
كلما اقتربت منها سفينتي تبتعد ، أقترب فتبتعد أوجست خيفة من غضب الأمواج وصفير الرياح وظلام الليل الموحش
وأنا مستسلم وقد أنزلت أشرعة سفينتي وأيقنت بمصيري المحتوم ، وشبح الموت يلعب بأفكاري وفجأة وبدون سابق انذار انقشعت الغيوم وتفرقت عن بعضها وكأن ثمة خلافاً حصل بينها ، وأشرقت الشمس وهي توحي بيوم جميل جديد مشرق
كأنها تتحدى الليل وخوفه ، وسكنت الرياح بعد أن أفرغت جام غضبها ، وسكنت الأمواج الهائجة وأخذ طائر النورس يحلق في الفضاء مبشراً بيوم جميل مشرق ، وهناك شي يصرخ في داخلي يطلب مني أن لا أفقد الأمل بل أظل متمسكاً به حتى آخر نفس ، وفجأة استيقظت من حلم اليقظة واتجهت نحو النافذة ففتحتها على مصرعيها ونظرت إلى حديقة منزلي والأزهار يغطيها الندى وألوان الطيف البهية قد ظهرت بعد طول غياب وعرفت أن لا يأس مع الأمل
نعم لا يأس مع الأمل كما أنه لا يأس مع الإصرار .