لا يُقاس التطور والنمو فقط بالطول والوزن. يتعلّم طفلك كل يوم مهارات اجتماعية وعاطفية. سوف يتغير إحساس طفلك بذاته بينما يكبر، وسيدرك بالتدريج أنه منفصل عنك.
كما سيتعلم أن يبني روابط مع الأشخاص الآخرين اللهامين في حياتهم. وسوف يساعد استيعاب اللغة والسلوك طفلك على القدرة على بناء علاقات وثيقة.
ربما لديك أسئلة حول كيفية نمو طفلك، وما إذا كان يمكنك تخمين ومعرفة طبيعة ومزاج طفلك؟ ما الذي يجعله يبتسم، ولماذا يبكي؟ متى ستبدأ ذاكرته بتأدية وظيفتها؟ [b]في بعض الأحيان ولكن ليس دائماً، حسبما ذكر الدكتور البريطاني وليام كاري، مؤلف كتاب فهم طبع ومزاج طفلك. تكونان، كأم أو أب لطفل جديد، ملزمين بقضاء ساعات لا تحصى في مراقبة الطريقة التي يتجاوب بها طفلكما معكما ومع كل شيء من حوله. قد تتساءلين ما إذا كان تذمره أو ضجره أو قلة التركيز يمثل انعكاساً للشخصية التي سيكون عليها في المستقبل. وقد تكونين حريصة على تحديد ومعرفة طبع ومزاج طفلك على أساس سلوكه في هذه المرحلة المبكرة، ولكن يجب أن تعرفي أن ما ترينه الآن لا يمثل بالضرورة ما ستجدينه لاحقاً. ربما يتحول الطفل المتذمر بسهولة إلى طفل راضٍ وقادر على التكيّف، والعكس بالعكس.
ما الذي نعنيه بالطبع والمزاج؟ إنها الطريقة التي يعيشها ويتفاعل بها الشخص مع ما يجري في داخله ومن حوله. يمكنك اعتباره النمط السلوكي لطفلك. أما بالنسبة للطفل الصغير، فقد يعني طريقة انتظامه في النوم والأكل، ومدى نشاطه وقوة حركته، وسهولة تهدئته وصرف أو تحويل انتباهه، وسرعة تقبله الأطعمة الجديدة أو الأشخاص الجدد.
قد يتغير طبع ومزاج الطفل كثيراً خلال الأشهر القليلة الأولى من عمره، لأن الطريقة التي يتصرف بها حديثو الولادة تتأثر بالعديد من العوامل المؤقتة والمتغيرة مثل هرمونات الحمل، وحالتك الصحية، ونظامك الغذائي، والمدة التي استغرقها مخاضك، والولادة المبكرة، وعدم نضوج الخلايا العصبية. عندما تبدأ هذه العوامل بالانحسار مع بلوغ طفلك عمر الأربعة أشهر أو نحو ذلك، ستصبح لديك فكرة أفضل عن نوع الاطفال الذي تتعاملين معه. أبقي عقلك منفتحاً، وحاولي التفهّم والتكيّف مع وضعه الحالي وانتظري لتري ما سيحمله المستقبل.
--------------------------------------------------------------------------------