مع الاخت مانيشا اسمهان
بقيتُ في معبدي وحدي وقد رحلوا
|
|
| وخلَّفوا الدمع من عينيّ ينهملُ
|
بقيتُ وحدي وأقلامي ومحبرتي
|
|
| تُعيدُ من طيبات العمر ما فعلوا
|
ودعتهم والدموعُ الحمرُ تسبقني
|
|
| والقلب يهتف خذني حيثما نزلوا
|
ولا تلمني فهمْ روحي وعاطفتي
|
|
| والباقيات من الأيام يا رجلُ
|
***
|
شالتْ رواحل أحبابي وشردهم
|
|
| حبُّ الحياة وحلمٌ ضاحك خضل
|
مَرّوا طيوفاً على الأجفان وابتعدوا
|
|
| عنيّ ولفّ بقايا المهجة الملل
|
وكم تساءلتُ لكنْ ردني بصري
|
|
| يأساً وضاقت بوجهي الأرض والسبل
|
أين الذين تغطوا تحت أجنحتي
|
|
| ورفرفوا فوق أكتافي إذا حُمِلوا
|
أين العصافير تملي البيت زقزقةً
|
|
| ويستبيح حماه الصَّخبُ والجدل
|
تشبُّ في كل يوم ألف معركة
|
|
| وليس في ساحها بيضٌ ولا أسَلَ
|
وإنما كصداح العندليب شَبتْ
|
|
| نيرانها وهي تدعوني فأمتثل
|
هذا يدافع عن ألعابه وهنا
|
|
| خصمٌ يحاول أن يغزو وينتشل
|
أعالج الأمرَ والشاكي أطمئنهُ
|
|
| ويرجع الحب والإيثار والأمل
|
وتختفي عن سماء البيت عاصفةٌ
|
|
| كبرى, ويمضي بعيداً خطبُها الجَلَلُ
|
***
|
كانوا على شفتي لحناً وأغنيةً
|
|
| ولوحةً بالشذا والحسن تكتمل
|
فقبلةُ الصبح زادي في مغادرتي
|
|
| وقبلةٌ في إيابي دونها العسل
|
والآن صمتٌ رهيبٌ لفَّ صومعتي
|
|
| واستوطن الرعب فيها بعدما رحلوا
|
لم يبقَ إلا رسومٌ هاهنا وهنا
|
|
| أرنو إليها وحرُّ الشوق يشتعل
|
أمدُّ كفي ملولاً كي ألامسها
|
|
| لعل في لمسها جرحي سيندمل
|
فيطفر الدمع من عيني ملتهباً
|
|
| على النوى وتغصُّ الروح والغلل
|
وفي الفؤاد تباريح اللهوى نزفتْ
|
|
| لا الصبرُ ردَّا عواديها ولا الحيل
|
***
|
بانوا عن العين لا وجهٌ يطالعني
|
|
| عند الصباح ولا الأجفان تكتحل
|
وخلَّفوني وحيداً متعباً قلِقاً
|
|
| مقطعَ القلب بالآهات اغتسل
|
فكيف يحيا فؤادٌ بات منشطراً
|
|
| وبات يأكل من أحنائه الوجل
|
شطراً تلوعّه الذكرى إذا خطروا
|
|
| على الضمير, وشطراً آخراً حملوا
|
أليس تقضي عليه الذكريات فلا
| صبرٌ يردُّ أساها وهي تقتل
| |
في كلِّ رفّةِ طرفٍ واللهٍ أثرٌ...
|
|
| تذوب من حَرّه الأجفان والمُقَل
|
أطيافهم خلف أهدابي مجنّحةٌ
|
|
| في كلِّ ثانيةٍ أدعو وأبتهل
|
أن يحفظ الله أحبابي ويشملهم
|
|
| بالعطف. فهو الكريم الواحد الأزلُ
|