أبو بحر الخطي
جعفر بن محمد بن حسن الخطي العبدي العدناني أبو البحر
شاعر الخط في عصره . من اهل البحرين رحل الى بلاد فارس و أقام فيها الى ان توفي عام 1028 هـ - 1619 م
هِيَ الدارُ تَستسقيكَ مَدْمَعَكَ الجـاري فَسَقياً فأجدى الدمعِ ما كَـانَ للـدارِ
فلا تَسْتضِعْ دَمْعاً تُريـقُ مَصُونَـهُ لِعِزَّتِـهِ مـا بيـنَ نُـؤْيٍ وأَحْجَـارِ
فأنتَ امرؤٌ قد كُنتَ بالأَمسِ جَارَهـا وللجَارِ حَقٌّ قد عَلِمتَ علـى الجـارِ
عَشَوتَ إلى اللذاتِ فيها علـى سَنَـا شُمُوسِ وُجُوهٍ مـا يَغِبـنَ وأَقْمـارِ
فَأصْبحتَ قد أنْفَقتَ أكثرَ ما مَضَـى من العُمْرِ فيها بينَ عُـوْنٍ وأبكـارِ
نَواصِعَ بيضٍ لو أَفَضْنَ على الدُّجَى سَنَاهُنَّ لاستغنَى عن الأَنْجُمِ السَّـاري
حَرَائرَ يَنظُـرنَ الأُصـولَ بِأوجُـهٍ تغَصُّ بِأَمـوَاهِ النَّضَـارَة أَحْـرَارِ
معاطِرَ لم تغمسْ يـداً فـي لَطيمـةٍ لهنَّ ولا استعبقْـنَ جُونَـةَ عَطَّـارِ
أَبَحْنَكَ مَمنُـوعَ الوِصَـالِ نَـوَازِلاً على حُكْمِ نَاهٍ كيـفَ شَـاءَ وأَمَّـارِ
إذا بِـتَّ تستسقِـي الثُّغُـورَ مُدَامَـةً أتَتْـكَ فَلَبَّتْـكَ الخُـدودُ بـأَزْهَـارِ
أَمَوْسِـمَ لَذَّاتـي وسُـوقَ مـآربِـي ومَحْنَى لُبَاناتي ومَنْهـبَ أوطَـاري
سَقتكَ برغْمِ المَحْلِ أَخـلافُ مُزْنَـةٍ تَلُفُّ مَتَى جاشَتْ سُهـولاً بأَوعَـارِ
وفَجٍّ كمـا شَـاءَ المجـالُ حُشُونَـهُ بِعَزْمَةِ عَوَّادٍ علـى اللهَـوْلِ كَـرَّارِ
تَمَـرَّسَ بالأسْفـارِ حتـى تركنَـهُ لِدِقَّتِـهِ كالقِـدْحِ أرهفَـهُ الـبـاري
إلى مَاجِدٍ يُعزَى إذا انتَسَبَ الـوَرَى إلى مَعْشَـرٍ بِيـضٍ أَمَاجِـدَ أَخْيـارِ
ومُضطَلِعٍ بالفضـلِ زُرَّتْ قميصُـهُ على كَنْـزِ آثـارٍ وعَيْبَـةِ أسـرارِ
سَمِـيِّ النبـيِّ المصطفَـى وأمِينِـهِ دَعَائِمُ قد كانتْ على جُـرُفٍ هَـارِ
بِهِ قامَ بعد المَيـلِ وانتَصَبَـت بِـهِ دعائِمُ قد كانت على جُـرُفٍ هـارِ
فلمّا أناختْ بـي علـى بَـابِ دَارِهِ مَطَايايَ لم أَذْمُـمْ مَغَبَّـةَ أسْفَـاري
نَزَلْـتُ بِمغْشِـيِّ الرواقـيـنِ دارُهُ مَثَابـةُ طُــوَّافٍ وكَعْـبـةُ زُوَّارِ
فَكَـانَ نُزُولـي إذْ نزلـتُ بمُغْـدِفٍ على المجدِ فَضْلَ البُرْدِ عَارٍ من العَارِ
أَسَاغَ على رغم الحـوادثِ مَشْرَبـي وأَعذَبَ وِرْدَ العَيْشِ لي بعد إمْـرَارِ
وأنقذنِي من قَبْضَـةِ الدهـرِ بعدمَـا أَلَـحَّ بأَنيـابٍ عَـلَـيَّ وأَظْـفَـارِ
جُهِلْتُ على مَعْرُوفِ فَضْلِي فلم يكنْ سِوَاهُ من الأقْوامِ يعـرِفُ مِقـدَاري
على أنّـه لـم يبـقَ فيمـا أظنُّـهُ من الأَرضِ شِبْرٌ لم تُطبِّقْهُ أخبـاري
ولا غروَ فالإِكسيـرُ أكبـرُ شهـرةً وما زالَ من جَهلٍ بهِ تحـتَ أسْتَـارِ
مَتَى بَلَّ بـي كَفّـاً فليـسَ بآسِـفٍ على دِرْهَـمٍ إنْ لـم ينلْـهُ ودِينـارِ
فيا ابنَ الأُلى أثنى الوصـيُّ عليهُـمُ بما ليسَ يثنـي وَجهُـهُ يَـدَ إنكـارِ
بصِفِّينَ إذْ لـم يُلْـفِ مـن أوْلِيائِـهِ وقد عَضَّ نَابٌ للوغَى غَيـرَ فَـرَّارِ
وأبصرَ منهمْ جِـنَّ حَـرْبٍ تهافتُـوا على الموتِ إِسْراعَ الفَرَاشِ إلى النَّارِ
سِرَاعاً إلى دَاعي الحُرُوبِ يرونَهـا على شِرْبِها الأعمارَ مَنْهَـلَ أَعْمَـارِ
أَطَارُوا غُمُودَ البِيضِ واتَّكَلُوا علـى مَفَارقَ قَومٍ فارقُـوا الحـقَّ فُجَّـارِ
وأَرْسَوا وقد لاثُوا على الرُكَبِ الحُبَى بُرُوكـاً كَهَـدْيٍ أبركُـوهُ لجَـزَّارِ
فقالَ وقـد طابـتْ هُنَالِـكَ نفسُـهُ رِضىً وأَقَـرُّوا عينَـهُ أَيَّ إقْـرَارِ
فلو كنتُ بَوَّابـاً علـى بَـابِ جَنَّـةٍ كما أَفْصَحَتْ عنهُ صَحِيحاتُ آثـارِ
لأَثْقَلْتَ ظَهْري بالصنيـعِ فلـم أكـدْ أَنُـوءُ بِأعبـاءٍ ثقُـلْـنَ وأَوقَــارِ
وروّضْتَ فِكْري بعدما صَاحَ نبتُـهُ بمُنْعَبِقٍ من مَـاءِ فَضْلِـكَ مِـدْرَارِ
وكَلَّفتَنـي جَرْيـاً وَرَاءَكَ بعـدمـا بلغتَ مَكاناً دونَـهُ يقـفُ الجـاري
فَجَشَّمتَنيـهـا خُـطَّـةً لا يَنَالُـهـا توثُّبُ مُسْتَوفـي الجَنَاحَيـنِ طَيَّـارِ
وأَيـنَ مُجـاراةُ الكُمَيْـتِ مُجلِّـيـاً تَناولَ شأوَ السبقِ في كلِّ مِضْمَـارِ
وأَلْزمتَني مَدْحَ امـرئٍ لـو مدحتُـهُ بِشِعْرِ بني حَوَّاءَ دَعْ عنكَ أَشْعـاري
لَقصَّرْتُ عـن إدراكِ مـا يستحقُّـهُ عُـلاَهُ فَإقْلالـي سَـوَاءٌ وإكثـاري
إمَـامُ هـدًى بَـرٌّ تَقِـيٌّ إذَا انتمَـى إلى سَـادَةٍ غُـرِّ الشَّمائِـلِ أَطْهَـارِ
وبَـرٌّ لِبَـرٍّ لـو نَسبـتَ فَصَاعِـداً إلـى آدمٍ لـم ينمِـهِ غَيـرُ أَبْـرَارِ
ومُنْتَظَـرٌ مـا أَخَــرَّ اللهُ وقـتَـهُ لِشَيءٍ سِوَى إبـرَازِ حَـقٍّ وإظْهَـارِ
له عزمـةٌ تُثنِـي القضَـاءَ وهِمَّـةٌ تؤلِّفُ بينَ الشَّاةِ والأَسَـدِ الضـاري
وعَضْبٌ أَغَبَّتْـهُ الغُمـودُ ويُنتَضـى لإدراكِ ثَـارَاتٍ سبقـنَ وأَوْتَــارِ
أبَا القاسمِ انهضْ واشفِ غلَّ عِصَابةٍ قضَى وَطَراً من ظُلمِها كـلُّ كَفَّـارِ
إلاَمَ وحَتَّـامَ المـنـى وانتظـارُنـا سَحَائبَ قـد أظلَلْننـا دُونَ أَمْطَـارِ
ذَوَتْ نُضْرَةُ الصَّبْرِ الجميلِ وآذَنَـتْ بِيُبْـسٍ لإمْهَـالٍ تَمَـادَى وأَنْظَـارِ
أَبِحْ حَـرَمَ الجَـوْرِ المَنِيـعِ جَنابُـهُ بجرِّ خَمِيسٍ يمـلأُ الأرضَ جَـرَّارِ
بهِ كلُّ مَسْجُـورِ العَزِيمـةِ مُظْهِـرٌ على حَشَيـةِ الجَبَّـارِ هَيْبَـةَ جَبَّـارِ
إذا حُطِمَ الرمحُ انتضَى السيفَ مُعْمِلاً لأسمـرَ عَسَّـالٍ وأَبْيـضَ بَـتَّـارِ
أَزرتُكَ مَنْزُورَ الثَّنَـاءِ فـلا يكـنْ جَزَايَ على مقدارِ شِعْرِي ومِقْـدَاري
وَدُونكَها عـذراءَ لـم تُجْـلَ مثلُهـا علـى أحـدٍ إلاَّكَ أَسْتَـارُ أفكـاري
ولا زَالَ تسليـمُ المُهَيْمِـنِ وَاصـلاً إِليـكَ بـهِ سَيْـراً عَشِيّـاً وإِبْكَـارِ