آدم ينسى اكثر من حواء...

الرجل ينسى أكثر من المرأة

--------------------------------------------------------------------------------

النسيان.. نعمة أم نقمة؟.. سؤال قديم جداً.. والجواب يعتمد على الظروف.. فأحياناً نتمنى أن ننسى الأمور التي تصيبنا بالضيق.. الأمور التي نكرهها ونتمنى لو أنها لم تحدث أصلاً.. وفي المقابل، وحسب الظروف أيضاً، نجد أنفسنا في أوضاع أكثر من صعبة ومحرجة بسبب النسيان الذي نتمنى ألا يعرف طريقه إلينا.
أحياناً ننسى أين وضعنا مفاتيح السيارة.. أو أين أوقفنا السيارة في الأصل.. أين تركنا النظارات.. ننسى موعداً مهماً.. وفي كثير من الأحيان ننسى الأسماء.. كل هذه، وغيرها الكثير، تعتبر من علامات التقدم في العمر كما يقول العلماء، لكن الجديد الذي لا يسعد الرجال سماعه هو أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الرجال أكثر نسياناً من النساء.. وأكثر عرضة لمشكلات الذاكرة والتفكير.
ففي بحث أمام المؤتمر السنوي للأكاديمية الأميركية لأطباء الأعصاب عقد في الأسبوع الأخير من شهر أبريل الماضي في مدينة شيكاغو، تبين أن المسألة تتعلق بالفرق في القدرة على الفهم والإدراك بين الرجل والمرأة.. والمسألة ليست مجرد تقدم في السن.
أن ننسى أمراً أو اثنين بين الحين والآخر مسألة عادية ليس فيها ما يعيب.. لأننا وبسرعة نعطي التفسير الذي يقنعنا بكثرة مشاغل وهموم الحياة اليومية.. لكن أن يصبح النسيان مسألة روتينية تتكرر باستمرار، فالمسألة تتطلب رفع الراية الحمراء دليلاً على الوصول إلى نقطة الخطر.. لأنها الخطوة الأولى نحو الإصابة بأعراض ضعف الإدراك والاستيعاب، قبل الوصول إلى الخرف، أو مرض «ألزهايمر» حسب التسمية الطبية.
ومن المعروف أن مرض «الزهايمر» هو أحد أبرز أشكال الجنون.. وهو خلل يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على قدرة المصاب به على التفكير والكلام والتذكر والربط بين الأمور.. حتى انه يؤثر على قدرة المصاب على الحركة، مثل المشي أو الجلوس.
الدكتورة «روزبد روبيرت» من «مايو كلينيك» في مدينة «روشيستر» بولاية مينيسوتا، التي أشرفت على البحث، اختارت مدينة »أولمستيد» المشهورة بكثرة المسنين بين سكانها لاجراء الدراسة التي شارك فيها العديد من المختصين، بالإضافة إلى ألفين من السكان الذين تراوحت أعمارهم بين السبعين والتاسعة والثمانين.
وبعد أكثر من سنتين من الدراسات والفحوصات والملاحظة المستمرة، تبين أن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالعجز عن الإدراك والتذكر بنسبة خمسين في المئة.
هذه النتيجة المخيبة لآمال الرجال كانت بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين سبعين عاماً وأربعة وسبعين.. لكن الفارق قفز فجأة إلى الضعفين بين المسنين الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسبعين والتاسعة والثمانين.
وأعربت الدكتورة «روبيرت» عن الدهشة من هذه النتيجة التي تتناقض تماماً مع نظرية سابقة كانت تقول العكس.. ومفادها أن المرأة أكثر عرضة من الرجل للاصابة بضعف الإدراك ومن ثم الخرف.
وقالت ان من الواضح أن الرجل في الغالب يصاب بهذه الأعراض قبل المرأة، لكن إصابته تتدرج مع الوقت في حين أن إصابة المرأة أكثر سرعة.
وخلصت الدكتورة الأميركية إلى القول ان الإصابة بضعف الإدراك ومن ثم الخرف، لا علاقة له بالمستوى العلمي للمصاب، أو بحالته الاجتماعية، لجهة كونه متزوجاً أو لا.