هـــل ترضـــى لـــزوجـــتـــك أن تـــعـــمـــل أم تـــريدهـــا ربـــة بـــيـــت ؟

ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وعظيم فضلك يا أكرم الأكرمين .

أما بعد :

لطالما تنقاشت و وصل النقاش إلى ساعات و ساعات من أجل سؤال كانت إجابته تتختلف من شخص إلى شخص ، سواء أكان رجلا أم إمرأة و هو هل تريد ان تعمل زوجتك ايضا او تريدها ربة بيت ؟
رأيي واللذي دائما ما دافعت عليه كان هو : أريد زوجتي ان تكون ربة بيت ، ما إن أقولها حتى تنهال علي الفتيات بنفس السؤال : و لماذا تعلمنا و سلكنا هذا الدرب الطويل ؟ لماذا حصلنا على شهادات إلخ ؟
و دائما ما يكون جوابي ان التعليم شيء ضروري منه و وصى به الإسلام أما الإختلاط شيء نهى عنه الإسلام و الدليل لم اجلبه من جيبي ، بل كان من السنة والقرآن .
[1]
قول الله تعالى: [وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ] الأحزاب:53
وهذا الخطاب الرباني هو لأطهر هذه الأمة قلوباً وهم الصحابة رضي الله عنهم، وفي أعف النساء وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فما بالك ءأخي المسلمء بمن هم دونهم من الرجال، وبمن هُنَّ دونهن من النساء؟!
[2]
ـ قول الله تعالى: [قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور/30}] ثم قال سبحانه: [وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ] النور:31
وإذا كانت المرأة بجوار الرجل في الدراسة أو العمل أو غير ذلك فكيف يصرف بصره عنها وهو يتعامل معها طيلة وقت الدراسة والعمل؟!
[3]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ: (اسْتَأْخِرْنَ فأنه ليس لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حتى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ من لُصُوقِهَا بِهِ)(6).
فالنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ينهى النساء وهن خارجات من المسجد إلى بيوتهن عن سلوك وسط الطريق، ويأمرهن بحافتيه لئلا يختلطن بالرجال، مع أن المسافة قصيرة، والوقت قليل؛ لقرب بيوتهن من المسجد، فكيف بالدعوة إلى اختلاط في العمل والدراسة طيلة وقت الدوام؟!
و الأدلة كثيرة جدا و رأي الشرع في هذا مقضي ألا و هو التحريم لكن الشيطان الوسواس , يوسوس للنساء و بعض الرجال : لماذا عملتي و تعلمتي كل هذه السنين ؟ لكي تجلسي في المنزل ؟
سأقول لك لماذا تعلمتي أختاه ، تعلمتي لكي تكوني على نور ، تعلمتي لكي تعلمي آبنائك في المستقبل ، تعلمتي لكي تعرفي ماذا يدور حولك و في العالم من أخبار ، تعلمتي لأن الإسلام يحث على العلم ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أطلبوا العلم ولو في الصين وفي هذا الحديث حث الأمة علي طلب العلم والتعلم حتي لو كان هذ العلم موجود في أقصي الأرض و ذلك لان المرأة المسلمة لا يجب عليها ان تكون غير مثقفة و أمية و كما قال الشاعر حافظ ابراهيم

من لي بتربية النساء فإنها * في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهّده الحيا * بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى * شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافراً بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أردن لا من وازع * يحذرن رقبته ولا من واق
يفعلن أفعال الرجال لواهيا * عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة كشؤون رب السيف والمزراق

و من هنا نلاحظ أن حتى الشاعر طالب بعدم الإختلاط بالرجال
أَبَعْدَ هذهِ النصوص المحكمة الواضحة يليق بالمؤمنين والمؤمنات أن يصدقوا أكاذيبهم، ويرضوا بمشاريعهم، ويستسلموا لإفسادهم، وإخراجهم لنساء المسلمين وبناتهم، وقتلهم لحيائهن وإحصانهن وعفافهن، ويتركوهم ينخروا في المجتمع، ولا ينكرون ذلك عليهم؟! وقد استبان لهم الحق بأدلته، وبان لهم الباطل بدجله وعورته، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟

لكم الكلمة إخواني أخواتي
أخوكم في الله يوسف13