bac2009 هاااام جدا

دروس في التاريخ

انعكاسات
الثنائية القطبية على العالم الثالث

مقدمة : امتازت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بجملة من
المميزات والخصائص تتجلى في تراجع القوى الاستعمارية التقليدية القديمة ( فرنسا , بريطانيا)
مما أدى إلى استقلال بعض الشعوب
وانتشار موجة التحرر ,وبروز قوتين عالميتين جديدتين متناقضتين
إيديولوجيا هما الولايات
المتحدة والاتحاد السوفيتي اللتين دخلتا في صراع مرير وشديد بينهما عرف بالحرب الباردة , هذه الأخيرة
امتدت آثارها إلى كل دول العالم بطريقة أو بأخرى استطاعت من خلالها الدولتان القويتان أن تدخلا جل
دول العالم الثالث المستقلة حديثا
خاصة وان اغلبها يتمتع بموقع استراتيجي هام وثروات طبيعية متنوعة
استطاعت الدولتان الدخول إلى هذه الدول بطريقة أو بأخرى تمكنا في الاخير من الهيمنة على هذه
الدول

أزمة الكونغو
:

خضع الكونغو إلى استعمارين الفرنسيين في الشمال والبلجيكيين
في الجنوب وهذا بموجب قرارات مؤتمر برلين الثاني عام 1885وطلت المنطقتين خاضعتين للحكم
الأجنبي إلى غاية 1960 حيث تمكنت الكونغو من تحقيق استقلالها وظهرت بذلك دولتان الكونغو الديمقراطية
وعاصمتها كينشاسا الزائير فيما بعد أي عام 1971 وهو الجزء الذي خضع للبلجيكيين والكونغو الشعبية عاصمتها
برازافيل عام
1969 .

تزعم الحركة الوطنية مجموعة من أبناء الكونغو الوطنيين
من أبرزهم باتريس لومنبا الذي عين فيما بعد وزيرا أول ووزير للدفاع سعا جاهدا للتخلص
من كل أثار
الهيمنة الاستعمارية الأجنبية وتبنى سياسة وطنية سعى من خلالها لخدمة شعبية وتأميم ثروات بلاده الطبيعية
من الشركات الاحتكارية الأجنبية التي هيمنت على ثروات الكونغو عدة سنوات , وبسبب هذه التأميمات تحركت
الدول الاستعمارية في مقدمتها بلجيكا التي أمرت الجيش الكونغو على التمرد لكونه ما زال يحتفظ ببعض
الضباط البلجيكيين
التي اعتقدت بلجيكا أن بمقدورهم التخلص من باتريس و أعوانه غير أن هذا الأخير تمكن على اثر هذه
الحركة التمردية من إبعاد كل العناصر الأجنبية من سدة الحكم في بلاده وكان موبوتو سيسي سيكو احد الضباط
الذين عينهم باتريس على رأس الجيش .

أثارت هذه الأعمال ضغينة البلجيكيين الذين قاموا بإرسال
جيش الو الكونغو
بحجة حماية مصالحهم الاقتصادية وحفاظا على أرواح رعيتنهم هناك في
الوقت نفسه استنجد الزعيم باتريس لومنبا بهيئة الأمم المتحدة التي تدخلت لتهدئة الوضع , غير
أن البلجيكيين
وبمؤازرة من الدول الغربية الرأسمالية استعانوا بأحد أبناء تلك الأمة و أثاروا ضد باتريس لومنبا حركة
تمردية في إقليم كاتانغا بقيادة موسى تشومبي تبعها إعلان انفصال مقاطعة كاساي , ولتجد الدول الغربية
مبررا تساعد من خلاله موسى تشومبي
في حركته التمردية اتهموا باتريس لومنبا بالشيوعية ومساندة الاتحاد
السوفيتي وخوفا من
انتشار الشيوعية في إفريقيا الوسطى تدخل الرئيس الأمريكي إيزنهاور مباشرة وأمر الحكومة البلجيكية بسرعة
التعجيل في القضاء على باتريس لومنبا وفعلا اتصل البلجيكيون بأحد ضباط لومنبا وهو موبوتو سيسي
وأمروه باعتقال باتريس لومنبا وكان
لهم ما أردوا في جانفي عام 1961 .

أزمة قبرص:

كانت قبرص إحدى الجزر التابعة للدولة العثمانية وهي تقع
في الركن الشمالي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، على بعد 64كم جنوبي تركيا، و100كم غربي
سوريا. تقع قبرص جغرافيًا في آسيا،
إلا أن حياة سكانها تشبه إلى حد كبير حياة سكان جنوب غربي أوروبا، ومستواهم
المعيشي مرتفع
نسبيًا. وتتمتع قبرص بطبيعة خلاّبة. واشتهرت كذلك بقلاعها المشّيدة على قمم الجبال ومبانيها القديمة
وشواطئها الرملية، وجبالها الوعرة.

ينتمي نحو أربعة أخماس سكان قبرص إلى أصول
يونانية، بينما ينتمي معظم الخمس الباقي إلى أصول تركية ويعدُّ كل السكان تقريبًا أنفسهم مواطنين قبارصة.

نالت قبرص استقلالها عام 1960م بعد أن خضعت لحكم بريطانيا، منذ
عام 1878م. ويقع الجزء الأكبر من نيقوسيا في المنطقة اليونانية. إلا أن جزءًا
منها يقع في المنطقة التركية..

نظام الحكم.
قبرص جمهورية، يقوم فيها رئيس الجمهورية وفقًا لدستور
عام 1960م، أصبح الأسقف مكاريوس رئيسًا للدولة الجديدة، واقترح في عام
1963م ثلاثة عشر تعديلاً للدستور،
بدعوى أن ذلك سوف يؤدي إلى إدارة أفضل للبلاد. وقال إن بعض مواد
الدستور تهدد أداء الحكومة بالشلل. عارض كل من الأتراك وقادة القبارصة الأتراك التعديلات
الدستورية اعتقادًا
منهم أنها ستؤدي إلى سلب القبارصة الأتراك حقوقهم وضماناتهم الدستورية. واندلع القتال
بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وفي عام 1964م أرسلت الأمم
المتحدة قوات لحفظ السلام إلى قبرص بينما كانت الجهود مستمرة لحل المشكلة.

وفي عام 1967م نشب صراع آخر بين المجموعتين مما أدى إلى
نشوب أزمة جديدة. وفي الفترة من عام 1967م إلى عام 1974م عقد القبارصة الأتراك،
والقبارصة اليونانيون
محادثات بهدف الوصول إلى اتفاق حول الدستور، وحدث بعض التقدم بيد أن الخلافات ظلت قائمة.

أُعيد انتخاب مكاريوس رئيسًا للجمهورية عام 1968م وعام 1973م. وفي شهر
يوليو عام 1974م أطاحت قوات الحرس الوطني بقيادة الضباط اليونانيين بالرئيس
مكاريوس الذي فرّ على إثر ذلك من قبرص وخلفه في الرئاسة الناشر الصحفي نايكوس سامسون، ولكنه استقال
بعد أسبوع واحد، وتولّى مهامّ الرئاسة بعده غلافكوس كلرديس رئيس مجلس النواب القبرصي.

وعقب الإطاحة بمكاريوس، قامت تركيا بغزو قبرص واندلع
قتال واسع النطاق بين الأتراك والقبارصة اليونانيين. واستولى الأتراك على أجزاء واسعة في شمال شرقي
قبرص وفرَّ آلاف اليونانيين القبارصة إلى جنوب غربي قبرص.

وأدّت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى وقف القتال في أغسطس،
وعاد مكاريوس إلى قبرص رئيسًا للدولة في أواخر عام 1974م، وتوفي عام 1977م وخلفه
سبايروس كبريانو رئيس
مجلس النواب القبرصي. إلا أن تركيا والقبارصة الأتراك رفضوا الاعتراف بحكومة سبايروس.

وظل ممثلو القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين وممثلو
اليونان والأتراك يجتمعون وينفضون منذ عام 1974م بغية التوصل إلى ترتيبات دستورية
جديدة لكل جزيرة
قبرص. إلا أن الخلافات الشديدة حول إدارة البلاد مازالت قائمة. وفي عام 1975م أعلن القبارصة الأتراك بقيادة
رؤوف دنكتاش وغيره من الأتراك أن المناطق الشمالية من قبرص مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، وسموها الولايات
القبرصية التركية الفيدرالية، وفي
عام 1983م أعلن القبارصة الأتراك هذه المناطق جمهورية مستقلة سموها
جمهورية شمالي قبرص
التركية. وعلى أي حال فإن الأمم المتحدة، وكل دول العالم ماعدا تركيا تعترف بقبرص دولة واحدة بقيادة
الحكومة القبرصية اليونانية في الجنوب الغربي.